Flag

An official website of the United States government

العلاقات الأمريكية القطرية: نموذج للشراكة العالمية
بقلم السفير الأمريكي لدى دولة قطر تيمي ديفيس
1 MINUTE READ
سبتمبر 20, 2023

قبل عام، وصلت بصفتي سفيرا للولايات المتحدة لدى دولة قطر، وكنت حريصًا على تعزيز العلاقات بين بلدينا وبناء علاقات مع الأصدقاء القطريين. واليوم، أعتزّ بأن أقول أنّ علاقتنا أصبحت أقوى من أي وقت مضى، وذلك بفضل قيمنا ومصالحنا ورؤيتنا المشتركة للمستقبل. أزداد يقينا يوماً بعد يوم أنه سيكون للولايات المتحدة وقطر معاً مستقبل إيجابي ومؤثر على العالم.

تمر قطر بلحظة مهمة في تاريخها.  وعلى الصعيدين الثنائي والإقليمي، لم تكن مصالحنا أكثر تقاربا مما هي عليه اليوم. يقود صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، واحدة من أكثر جهود التحديث طموحاً، دافعاً بقطر إلى الساحة العالمية من خلال الرؤية الوطنية 2030، واستضافة الأحداث الكبرى، والاستثمار في البنية التحتية، والقيام ببرنامج تحديث عسكري شامل. تحت قيادة سموه، رأينا هذه الجهود الرائعة تعمل كمحفز لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر.

في العام الماضي، كنت شاهداً على العديد من النجاحات. احتفلنا جميعاً ببطولة كأس العالم لكرة القدم للرجال 2022، والتي أظهرت كرم ضيافة قطر وثقافتها وابتكارها لكل العالم.  نحن متحمسون لكأس العالم 2026 بأمريكا الشمالية، ونأمل أن نرحب بالعديد من أصدقائنا القطريين في الولايات المتحدة.  أتطلع إلى أن أكون هناك – في انتظاركم – بأذرع مفتوحة.  أنا ممتن لدولة قطر لمشاركتها خبراتها القيّمة لضمان أن يكون كأس العالم 2026 حدثاً رائعاً. ستكون قيادتكم الحكيمة مهمة لنجاحنا.

كان لقطر تأثير كبير على السياسة العالمية، بدءًا من العمل كقوة حماية للولايات المتحدة في أفغانستان وتسهيل عمليات الإجلاء الآمنة ونقل آلاف المواطنين الأفغان، إلى دورها كوسيط مع إيران. نرحب بتعهد قطر بدعم أوكرانيا، الذي يظهر التزامها بالسلام والاستقرار في أوروبا.  وكان لا غنى عن قطر في إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين ظلماً في إيران مؤخراً. لقد تم تأمين سلامة وحرية الأميركيين بفضل الجهود الدؤوبة التي بذلها الكثيرون، وعلى رأسهم قطر. وكانت اليد الأولى الممدودة في رحاب الصداقة والحرية عند وصولهم إلى الدوحة, يد سعادة السيد إبراهيم فخرو، رئيس بروتوكول دولة قطر. شكراً لكم.  لقد أثبتت قطر نفسها كحليف موثوق به ووسيط حيوي في حل النزاعات القريبة من الوطن وحول العالم.

يعد التخطيط الاقتصادي والاستعداد لاقتصاد المستقبل أمراً بالغ الأهمية لرؤية قطر الوطنية 2030. ونحن ننظر إلى ما بعد كأس العالم، للفرص المتاحة للشركات الأمريكية للمساهمة في التنمية الاقتصادية طويلة المدى في قطر. في السنوات الأخيرة، قامت قطر وبطريقة مثيرة للإعجاب بإنشاء النظام التعليمي والبنية التحتية لتحقيق رؤيتها لتطوير اقتصاد قائم على المعرفة.  وقد تم ذلك في شراكة وثيقة مع الصناعة والأوساط الأكاديمية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.

إن نمو التبادلات التعليمية والبحثية والمهنية هو علامة على تعميق العلاقات بين بلدينا. وقد درس عشرات الآلاف من القطريين بالفعل في الولايات المتحدة، وهي نسبة كبيرة من السكان القطريين.  ومن خلال الشراكات وبناء الشبكات مع المؤسسات، مثل تلك الموجودة في المدينة التعليمية، نعمل على زيادة عدد القطريين الذين يدرسون في الولايات المتحدة، إذ تعزز هذه التبادلات صداقات مدى الحياة وتبني جسوراً بين طلابنا وعلمائنا ومحترفينا وطبعاً مواطنينا.

يستفيد جميع الأميركيين من هذا التعاون؛ وهي قصة كنتُ دائماً حريصاً على سردها.

امتدت شراكتنا الأمنية على مدى العقد الماضي.  قطر هي موطن لأكبر تواجد عسكري أمريكي  في الشرق الأوسط، و تعمل كمركز استراتيجي للعمليات الأمريكية في المنطقة ومصدر رئيسي للاستثمار الأمريكي. أمن قطر هو أمننا. هذه القاعدة ضرورية للجهود العالمية لمكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار وتعزيز الأمن الإقليمي. إن تعاوننا الأمني يعزز السلامة الإقليمية، وتلعب الشركات الأمريكية دوراً رائداً في تعزيز هذه العلاقة الأمنية.

وأخيراً، أعتز بعلاقاتنا وروابطنا الشخصية، خاصة بالنظر إلى ارتباط قطر بوطني، ساحل الخليج الأمريكي. فقد ساعدتنا قطر على التعافي وإعادة البناء بعد إعصار كاترينا، الذي دمر مسقط رأسي نيو أورلينز.  لقد أنقذت قطر ومواطنوها الأرواح وكان لهم دور حاسم في إعادة بناء حياة جيراني وعائلتي.  أنا ممتن لصداقتكم وتضامنكم. أحد الأسباب التي جعلتني أختار الاحتفال بيومنا الوطني من خلال استضافة العديد منكم في أول احتفال “ماردي غرا” في الدوحة.

وبينما أحيي الذكرى السنوية الأولى لوجودي في دولة قطر، أتطلع إلى مواصلة تعاوننا وحوارنا، ومواصلة صداقتنا.  وبكل صراحة أعتبر نفسي أسعد سفير في العالم لتحملي مسؤولية ضمان نمو علاقتنا باستمرار والاستفادة الدائمة من رؤيتنا المشتركة للسلام والازدهار.  وأنا واثق من انه معاً نستطيع الاستمرار في تحقيق أشياء عظيمة لشعبينا وللعالم.